الرياض (إخبارية جبة): لم اكن بهذه الابيات راثيا ذلك القامة الشامخة في عنان الجود بقدر ماهي مشاعر تؤطر في محتواها انموذجا لاحد اجواد العرب بكل ماتعنيه هذه العبارة وتأكيدا لصفات العربي الجواد، وذلك عبر ستين عاما من المثابرة على المراجل والبذل في زمن المسغبة وانعدام الاعلام المزيف.
رجل لم يذق طعم النوم على الفرش الوثيرة وتجده متكئاً على كوعه بجوار ناره التي لم تنطفئ ليل نهار صيفا وشتاء ينتظر قدوم ضيف يستحي ان لم يجد احدا على الرغم من عدم وجود بابا على القهوة اي مجلس الرجال وقد كان جوده سليقة وخصلة في دمه دون مباهاة او مراء او اعلام وبكل ثقة. كيف لا وهو الذي حينما تلفي عليه هو من يقوم بعمل قهوتك ثم يقوم بنفسه بصبها رغم وجود من يكفيه ذلك من ابنائه وعامل المجلس وان دل ذلك على شيء فإنما ينم عن تقدير بالغ ومنقطع النظير لضيوفه وتقدير لمعنى القهوة علاوة على انه لا يمر يومان او ثلاثة الا وعنده مأدبة عاقلة لضيف حل به دون بهرجة وبعكس فقاعات الصابون التي كثرت في الآونة الاخيرة والذين ليس لهم عادة وقاعدة في ميدان السخاء والذين سرعان ما تتلاشي هذه الفقاعات.
انه الشيخ مبارك بن عواد بن عبيكة بن رمال عليه رحمة الله وغفر له وهو حفيد مبارك الاول الذي يقول:
هذي سلوم جدودنا قبل من راس
واللي بعدنا كان ربي هداها
واقول في أفوله:
الله من فرقاك يافيضة الجود
والله من حزن لفى مع بيانه
فجيعتن منها الحشى تقل مقدود
تملا فضا حايل وتملا كيانه
دوى خبرها كنها زوح بارود
وحلت علينا مثل صبح الكيانه
انا لله وراجعين "ن" له ورود
وصبر جميل وبالله الاستعانه
والحمد للي عنده العمر مرصود
وما ينحمد غيره على مكرهانه
والصبر زين وتالي الصبر محمود
لو العيون مغورقه بهملانه
من غيبة اللي بابيض البذل مشهود
مبارك عساه بروضة من جنانه
بحر الصخا اللي غبته لول وعقود
مينا المكارم عن غضب عنفوانه
نهر الندا من كفه الجوع مقرود
عدو حيل الضان مهفي سمانه
اقفيت يابوهاك ما مابالبكاء فود
رحلت عن دار الغثا واللعانه
مار انك مقيم بالاذكار موجود
مع كل طاري جود لك ترجمانه
ولولا فروق بين حمدان وحمود
ان كان مسماره كفى زعفرانه
ومن دون نقص ولاعلى طيب زود
لاشك مثله مابقى الا الذنانه
والله ماننساك يابو فهد كود
تقضي من الدنيا رجال الامانه
باقي يبوعواد ماداجن القود
على لسان الطيب كاسب رهانه
ستين عام ثابت العزم بشهود
لو كان ماانت بحاجة الاستبانه
خدين هدفات المذاليق بصمود
ومحاضي نار يتلهب لسانه
واليوم ودعناك والبال ملهود
والبيت عقبك زمهرير حنانه
من مر وجهه غرب يغضي وبصدود
خوف من الذكرى تبعثر كيانه
كنه يشوف اللي جفا كل منقود
هذاك مقعاده وهذا مكانه
واهني قلب داله البال ياسعود
يملك عن الاحزان سور وحصانه
ماهو بمثل اللي لياهبت النود
ترثع به الذكرى ويلعي جنانه
لاشك فينا ايمان ماهو بمحدود
والموت مايرجع لياحل اوانه
الله يبيحه دون شرط ولا قيود
وللحل ياوجه عدو العفانه
هذا واصلي عد مادارن السود
على الذي مبعوث بآخر ديانه
عادي بن رجا بن رمال
2