اخبارية جبه - الرياض - متابعات
يسعى محتالون إلى إبرام اتفاقيات في الخفاء مع بعض المحلات التجارية لتحويل زكاة الفطر إلى مشروع مرابحة من خلال سوق سوداء تدار في الظل وتعتمد على تجنيد مجموعة من الشيوخ والرجال والنساء والأطفال الذين يقفون أمام المحلات التجارية التي تعرض الزكاة للحصول عليها ثم إعادة بيعها على تلك المحلات بأسعار زهيدة. وتشهد المدن الكبرى في مثل هذه الأيام من كل عام ظهور مجموعة من "المتسولين" متلبسين بالفقر والحاجة للحصول على الزكاة مباشرة، رغم أن لدى الجمعيات الخيرية سجلات واضحة بأسماء الفقراء والمحتاجين من المواطنين والمقيمين.
وفيما أجاز مختصون في الشريعة الاسلامية بيع الفقير لزكاة الفطر عندما يمتلكها والتصرف بها كيفما شاء حتى اذا اراد إخراجها مرة أخرى كزكاة له، قال عضو الجمعية الفقهية بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور محمد بن علي البيشي: إن واقع كثير ممن يقفون على أعتاب محلات بيع الأرز أو المساجد ليسوا من المستحقين للزكاة، وبعضهم متعاقدون سلفاً مع بعض أصحاب المحلات التجارية بحيث تقف أمام محله عجوز تحمل بين يديها طفلاً أو شيخا كبيرا فتدفع لهم الزكاة وعندما تبلغ كمية معينة يعيدونها للتاجر الذي تم شراؤها منه بسعر زهيد ويستفيدون منه لا للحاجة بل للتكاثر والتحايل على الناس، مستغلين انشغالهم بقضاء حوائج العيد والارتباك الذي يمرون به.
ويؤكد اصحاب محلات بيع مواد غذائية انهم يتلقون عروضا من مواطنين ومقيمين كميات كبيرة من الأرز بنصف قيمتها الحقيقية في السوق، مشيرين الى انها زكاة الفطر التي يحصلون عليها مجانا ويعودون لبيعها بأسعار زهيدة.
واشار كني محمد "بائع في سوبر ماركات" الى وجود سماسرة في ليلة العيد تبيع كميات كبيرة من الارز في حراج الدمام بأسعار زهيدة، وبعضهم يعرضون كميات كبيرة على محلات بيع المواد الغذائية بنصف سعرها، موضحاً أن بعض انواع الارز حجم 10 كيلوات تباع في السوق بقيمة 120 ريالا بينما تتراوح اسعارها عند هؤلاء السماسرة بين 50 و70 ريالاً .
ويشير المواطن بدر بن فواز الى التلاعب الواضح من قبل مستقبلي الزكاة معتقداً أن هناك اتفاقا مسبقا مع بعض المراكز التجارية لإعادة بيعها عليهم. ودعا الى تسليمها للجمعيات الخيرية التي تمتلك قوائم حقيقة للفقراء والمساكين.
من جهته حذر رئيس المحكمة العامة بمحافظة الخبر فضيلة الدكتور صالح اليوسف من التلبس بحال الفقراء أو الاحتيال لأجل الحصول على الزكاة وهم ليسوا فقراء أو مساكين لأن من سأل الناس تكثرا يعتدي على حق إخوانه الفقراء ويؤدي به ذلك للكسب الحرام.
وأضاف اليوسف ان من مسئولية المسلم البحث عن الفقير والمسكين والتأكد من حالهم قبل دفع الزكاة لهم وعدم التهاون أو التكاسل في ذلك لأن الحق الواجب على المسلم يجب على المسلم السعي لبذله وإيصاله لمستحقيه، إبراء للذمة وأداء للواجب ومتى وجد المستحق لزكاة الفطر بذلها له بنفس سمحة رضية، لذا كان من الحكمة أن يخرج المسلم زكاة فطره لفقراء بلده لأنهم أولى بها من غيرهم ويختار الزكاة من أجود الطعام ويبتعد عن رديئه.
ويعود الدكتور محمد البيشي ليشير الى وجوب التأكد بكل الطرق من حال المستفيدين من الزكاة وانهم من اهلها، حيث يريد بعض الاشخاص التخلص من الزكاة فيدفعونها لأي شخص ظنا منهم أنهم قد أحسنوا ولكنهم أساءوا، وقد لا تبرأ الذمة بذلك.
2