جبة ( إخبارية جبة ) متابعات:
حائل - بندر العمار
استفاد بعض الحائليين من «العشة الجباوية» في استخدامها كمجالس رجالية في المواسم الصيفية، و«العشة» هي مجالس تراثية شبيهة بـ«الدكة» و«قهوة الطين» و«السهيلي»، و غيرها من أنواع المجالس الجباوية، التي تستخدم كلا منها بحسب فصول السنة، و كانت تبنى سابقا من جذوع النخيل وأعمدة شجر الأثل، حيث تنشأ وسط المزارع والنخيل حتى تكون مجلسا باردا يجتمع فيه الرجال خلال فترة الظهيرة، للاجتماع والنوم نظرا لبرودتها، كونها تسمح بدخول الهواء من جميع أركانها.
وتم تطوير «العشة الجباوية» لتصبح لوحة فنية مرسومة بشجر العنب، وتستقطب العديد من الزائرين يوميا، ولا تكلف عشة العنب تكلفة مادية إنما تنحصر تكلفتها في المدة الزمنية التي تستغرقها عملية البناء، والتي تصل إلى عدة سنوات حتى تأخذ شكلها النهائي وينتهي دور المجلس بذبول أوراقها.
ويعد مجلس العمدة عبد الرحمن الغانم الواقع في مدخل المدينة، أحد أشهر مجالس «العشة الجباوية»، حيث يتحول خلال فصل الصيف إلى مجلس عامر على مدار اليوم، من الصباح وحتى المساء، وإنما تختلف وجوه الحاضرين إليه بحسب أوقات اليوم، ففي الصباح يكون معظم مرتاديه من المسنين، فيما تقل الأعمار تدريجيا وصولا إلى المساء.
وبين الغانم أن مجلسه مستمر منذ أيام المرحوم جده، إلا أنه تطور حالياً بزراعة أشجار العنب حتى اتخذ هذا الشكل والذي أصبح يلفت نظر زواره، و حتى المارين.
وأوضح الغانم إن تكلفة العشة الموجودة لم تكن تكلفة مادية بقدر ما كانت بحاجة إلى سنوات حتى تتخذ شكلها النهائي وأن الجلوس فيها يعتمد على فصل الصيف فقط بينما في الشتاء يتم الانتقال إلى المجلس الداخلي نظرا لبرودة الجو.
وأضاف الغانم أن الزوار يحبون الجلسة فيها أكثر من الجلوس في المجالس التقليدية أو الحديثة المبنية من الإسمنت خاصة وأنها مفتوحة على الشارع، ما يسهل دخول الهواء بشكل دائم وطبيعي إليها .وبين فهد الفهيد أن عشته احتاجت إلى سنوات حتى أخذت شكلها النهائي، ومن أبرز فوائد العنب سهولة تشكيله، إضافة إلى برودته، و توفر ظله باستمرار، فضلا عن كون العنب شجرة مباركة ذكرت في القرآن الكريم.
وأكمل الفهيد حديثه «يتناول الزوار ثمار العنب، و كذلك أهل البيت، إلا أن أهالي المنطقة لم يهدفوا في الأساس من استخدام شجرة العنب إلى تناول الثمار، فالعنب متوفر بكثرة في مزارع حائل، و لكن انتشار أشجار العنب جعل منها أداة سهلة للبناء»، وأكد الفهيد أن زواره يفضلون الجلسة في عشته أكثر من المجلس الإسمنتي كون الزائر يطلق نظره دون أي قيود، و يستمتع بجمال الخضرة والمناظر الطبيعية.
http://www.alsharq.net.sa/2012/05/27/308566
2