احذروا لصوص الزمن*
اللص هو ذلك المعتدي الذي يسطو على مالك أو ممتلكاتك فيأخذها بغير وجه حق , ويتعاظم جرمه بقدر حجم الخسارة التي يلحقها بك أيها الضحية , فكلما أخذ منك شيئا ثمينا , كالذهب والنقود , أصبح جرمه عليك أشد , فالذي يسرق متاعا لا يستوي مع من يسرق مبلغا ماليا ..... لأنه ببساطة بالمال وبالفلوس يستطيع أن يشتري المرء ويحصل على كل شيء تقريبا خصوصا في وقتنا الحاضر...*
ولكن شيئا واحدا استعصى على أهل المال وحتى على أهل الجاه والسلطان.... شيئا أنفس وأغلى من الذهب والفضة وسائر النقود .... تصرفه وتبذله وتحصل على الفلوس التي تجلب من خلالها ما تريد ولكن العكس ليس صحيحا !!! أتدرون ما هو ؟... انه الوقت ... الزمن الذي يمر ولا يتوقف ..... تجلس على باب إدارة حكومية أو محل فتحصل على مبلغ مالي وسلعتك في هذه الحالة هي وقت بذلته فقط ... لكن هيهات هيهات أن تشتري دقيقة واحدة ولو بذلت مال قارون ......
ابي اشتري وقت وين اسواق بياعه*
ياللي تبيع الدقايق حد واشريها*
وبهذا التصور لاشك إن الوقت أنفس وأغلى من كل متاع الدنيا ... ولكن للأسف , في عصرنا هذا , وجد لهذه السلعة الثمينة لصوص .... إنهم لصوص الزمن... لصوص الوقت... أصحاب القنوات الفضائية الذين يعكفون مدة أحد عشرة شهرا لإعداد المسلسلات والمسابقات والملّهيات ويسمونها بغيا وعدوانا بالبرامج الرمضانية حتى يسرقوا هذه الفرصة الثمينة التي أمتن الله بها على المسلمين , هذا الشهر الذي تُضاعف فيه الحسنات والطاعات ليتدارك المقصرون المفرطون , أمثالي , ما فاتهم خلال العام ويعوضونه بعمل هذا الشهر الفضيل ... فقط ركعتان تأخذان من الوقت خمس دقائق من الممكن أن يحصل المسلم في رمضان على أجر 1400 ركعة... ولنا أن نتصور كم من الوقت يلزم ليحصل على نفس الثواب في غير شهر رمضان . لهذا السبب تنادى أهل الباطل , وكلاء إبليس , ليفوتوا هذه الفرصة الثمينة على أهل الإسلام ويحوروا مسار هذا الشهر الفضيل من شهر الطاعة والعبادة والبذل إلى شهر المرح والبرامج التلفزيونية , وكأن أشهر العام قد ضاقت ولم يجدوا إلا هذا الشهر المبارك ليعرضوا أعمالهم القبيحة من خلاله . لذلك أصبح من الواجب لفت انتباه المسلمين , وخاصة الشباب, لحفظ الوقت وصرفه بالطاعة وعدم الالتفات لهذه الملهيات والمغريات... ومن فاتته طاعة بالنهار يستدركها بالليل .. فرمضان , نهاره كليله في مضاعفة الحسنات ولله الحمد.
اللهم بارك لنا في ما بقي من شهر شعبان وبلغنا رمضان.
كتبه : م/ مليح المعارك
بالبداية أبارك للاخ الفاضل مهندس مليح بهذا الشهر الفضيل
وابارك للجميع من الاخوة والزملاء بهذا الصرح الشامخ بحلول هذا الشهر المبارك
راجياً الله تعالى أن نستغله أفضل استغلال وان نعمر جميع وقته بمرضاة الله تعالى.
نعم قد أبتلينا هذا الزمن بوسائل اللهو الكبيرة جداً وخصوصا بهذا الشهر المبارك
، بدلاً من أن نشد مآزرنا ونجتهد بالعبادة والطاعة وذكر الله فيه .
وحين أن الله عز وجل يضاعف فيه الاعمال الصالحة لاضعاف لايعلمه الا الله ،
فلا تمرن اوقات هذا الشهر دونما أن نكسب فيها العمل الصالح .
وتقبلو تحياتي وتقديري..
ان التعدي كما عرفت به اللص اصبحت عند بعض عامة الناس عادة
اما انه يستهوي الشر ام انه حاسد
اما الزمن فنحن بشر نطارد أرزاقنا وعسى الله يرحمنا
برحمته
أتمنى ان ينتبه اليها الجميع لانها اصبحت منتشره عند خباث النفوس وضعفائها
على التذكير بأهمية الوقت وخطورة البث الفضائي
رمضان كريم ع الجميع