لا يلتئم ما جرح اللسان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة الأولى دائماً تسير في الجمع بين الناس وتدخل السرور على كل مسلم ومسلمه وعاقبة صاحبها السعادة في الدارين وأما الثانية فدائماً تفرق وتدخل الحزن والشحناء وتأجج الغضب في النفوس وعاقبة صاحبها الخسران المبين فكما جاء في الحديث( وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد السنتهم) وهذان القسمان:الأول: أصحاب الكلمة الطيبة وفي مقدّمتهم الأنبياء والرسل عليهم السلام، والثاني :أصحاب الكلمة الخبيثة وفي مقدّمتهم إبليس المطرود من رحمة الله،
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} إبراهيم:24-26. فكم من شمل متفرق جمعت بينه كلمة طيبة، وكم من جماعات فرّقتهم كلمة خبيثة.
وجرح السّنان لـه التِئَام ولا يلتئم ما جرح اللسان
إن الكلمة الطيبة ثابتة مثمِرة، تنفع صاحبها في حياته الدنيا بالذكر الحسن، وتعود عليه بالدعاء الصالح في آخرته، فهي ثابِتة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل، وفي الحديث: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)). والخير كلّ الخير أن تحرّك لسانك بتحيّة الإسلام حين تلقَى من تعرف ومن لا تعرف، و أن تردّ التحية بأحسن منها أو مثلها، وأن تشغل لسانك بذكر خالقك وأن تنصح من استنصحك إن كنت قادرا، وكلمة الخير أن تصلح بين اثنين وأن ترشد التائه، وأن تعلّم جاهلا والكلمة الطيبة أن تشير بالرأي الحسن إذا طلب منك ذلك.
أما الكلمة الخبيثة فهي كلمة الباطل كشجرة خبيثة، ، وجذور شجرة الخبث ليست عميقة، وما هي إلا فترة ثم تجتثّ من فوق الأرض ما لها من قرار ولا بقاء. ومن الكلام الخبيث أن تشتمَ غيرك وتسبَّه وتلعنه، ومن الكلام الخبيث أن تشغل لسانك في مجالس اللغو وفاحش القول، ومن الكلام الخبيث أن تفسد العلاقة بين اثنين من المؤمنين، ومن الكلام الخبيث أن تفسد العلاقة بين الأزواج والجيران، ومن الكلام الخبيث أن تمنّ على من أحسنتَ إليه وتؤذيه، وإذا تأذّيتَ بكلام جارح أو بفعل سيّئ فلا تردّ الإساءة بمثلها، وإنما بالإعراض إن كنت لا تقدر على أن تحسن لمن أساء إليك
قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (
(18)\" سورة ق
ختاماً لا أخفي القارئ الكريم أن من بين ثنايا هذه السطور كان نقلاً من الكثير ممن تطرقوا لهذا الموضوع القيم.
أسأل الله أن يصلح الحال وأسأله سبحانه أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا إنه سميع مجيب الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه اجمعين.
أخوكم / كاتب المرداس
إخبارية جبة
إخبارية جبة
أخي كاتب إنما تطرقت له بكل أمانة هو رائعة ومعلقة لابد من قرائتها والرجوع لها دوماً.
لم تبتعد شبراً عن الواقع فأنت مثلت لنا الواقع بكل حرفية.
لو بوسعي لعلقت على كل كلمة ولكن ماشد انتباهي هذا الوصف البليغ الرائع عندما قلت :
(فكم من شمل متفرق جمعت بينه كلمة طيبة، وكم من جماعات فرّقتهم كلمة خبيثة. )
صدقت وسلمت أناملك
دعواتي لك بالتوفيق أينما كنت
كتب الله لك الأجر فيما كتبت ونقلت وجعله الله في موازين حسناتك
تقبل تحيتي وتقديري ياصاحبي ووفقك الباري لما تحبه وترضاهـ
مقال ممتآز يحمل النصح والتوجيه
بيض الله وجهك ولآ هنت ....
هربت الشياطين
الله يجزك بالخير يارجل من لنا شهرين وكلن سالن سيفه ==قصدي لسانه