ينظر الكثيرون إلى القرارات الملكية السامية الأخيرة على أنها قرارات التوقيت الصائب ، التي حملت حزمة اقتصادية اتسمت بالشمولية والنظرة المستقبلية في آن واحد ، في حين أصرت الأبواق المغرضة على تسميتها بحزمة إصلاحات تتماشى مع تطورات العالم العربي من حولنا وكأنها إجراء وقائي بين الخادم ( الشعب ) والمخدوم ( النظام ) في حين أنها لم تع أن هذه المعادلة عكسية تماما في المملكة العربية السعودية فهي حزمة استجابة لاحتياجات إستراتيجية بين الخادم ( خادم الحرمين الشريفين ) وبين المخدوم ( الشعب والوطن ) .
إن هذه القرارات التي لا مجال هنا لتناولها بالدرس والتحليل تحمل في طياتها مفهوم إستراتيجية الاستجابة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لأبناء شعبه والتي شملت تعزيز قدرات تحسين الأوضاع على مستوى موظفي الدولة والطلبة وقضايا البطالة والسعودة وغلاء المعيشة والوقوف في وجه الشجع السوقي والسكن والرعاية الصحية وخطوط الأمن والدفاع والإعلام و البحوث العلمية والإفتاء ودور العبادة و الدعوة .
وعليه فهي نمط قيادي جديد للإصلاح الحقيقي الذي لا ينظر إلى خارج خريطة الوطن ، ولا يتأثر إلا بنهج سعوديته الأصيلة ، وقد قال الشعب كلمته في هذا في أكثر من موقف وعلى أكثر من منبر ، لان الخصوصية السعودية تنطلق من رؤية الشراكة في المكتسبات الوطنية ولن تكون غير ذلك في وطن يستمد نظامه وسياسته واقتصاده و ثقافته من فكر الشريعة الإسلامية السمحاء .
إذن الحديث هنا عن إصلاح بمفهوم خاص ليس إصلاحا بمنظومة قوانين متبوعة بلجان التفسير والتدوير ، وليس إصلاح ردة فعل تنتهي بانتهاء الفعل ، إنها إستراتيجية إصلاح محورها الرئيس محاربة الفساد و رسالتها لا تخرج عن إطار خريطتها ( السعودة ) وهي تجمع بين التنظيم وبين التنفيذ وتمازج بين المديين القريب والبعيد ، وترتب الأولويات ترتيبا قل نظيره ، ناهيك عن الشمولية التي اتسمت بها القرارات السامية في صلبها لا في عمومياتها ، ولا يختلف معي اثنان أن المملكة العربية السعودية بقدر ما هي مستهدفة في كل شيء بقدر ما هي واعية وعي الشعب والحكومة القيادة لكل شيء .. واللبيب بالإشارة يفهم .
نعم ، سيدي خادم الحرمين الشريفين ، لقد فهمنا رسالة القائد المحب ، ووعينا لرؤية القائد الفذ ، وتأكدنا تماما أن النهج السعودي أصبح مثالا لمن أراد أن يكون في المقدمة ، وان يصل بشعبه إلى بر التميز في كل شيء .. هذا ما كان من قيادتنا .. وأما منا فوالولاء .. ولا حياد عن الولاء .
2