تشتهر الكثير من مدن العالم بطبيعتها الجغرافيه او المناخيه او ربما تجدها تحتضن بقايا اثار لحضارات سابقه يحافظ اهلها عليها من الاندثار ولكن قلما تجد مدينه كجبه تعيش حضارة يحملها ابنائها جيلا بعد جيل وقادرين على المواصله والتواصل في موروث يميزها عن بقية المدن في العالم فأهلها يستحقون الدراسه والتفكر بالطبيعه التي يحملها كل فرد فيها حيث انهم من اشد شعوب الارض احتفاظا بموروث اسلافهم من الكرم الحاتمي ، فالزائر لهذه المدينه القابعه في وسط نفود حائل تأخذه الدهشه بمجرد ان يحل ضيفا على احد ابنائها لله درهم كم هم محترفون لفنون الكرم يأسرون الالباب بطريقتهم العفويه في اكرام الضيف فمن يحل عليهم يعتبر اميرا في وسطهم لا يكاد ينزل علي الارض من كثرة الترحيب والحفاوه فهم بلا مبالغه يحلقون به عاليا في اجواء ساحره تأخذه الي ابعد مدي من الشعور بالحب ودفء المكان لقد دعوت انا وابناء عمي واكابر عشيرة الرمال متمثلين بأبناء الامير نواف بن طعيسان من قبل سعادة اللواء طاهر العادي الي مأدبة عشاء واصر ان نصل الي جبه عصرا وبالفعل وجدنا اخوانه وابناء عمه في استقبالنا في مدخل المدينه وبمجرد وصولنا لبيته العامر بدأت رحلة الكرم والتنافس على ضيافتنا وكنت حريصا على تسجيل كافة وقائع الزياره ولن تصدقون كم كانت المفاجأه حيث انتقلنا من مجلس الي اخر حيث لم يسعفنا الوقت لأن نأخذ اكثر من فنجان قهوه وبضع ثمرات من صواني الفواكه ذات الادوار العاليه التي ادهشتني في تماثلها في كل مجلس من مجالس بيوت الرمال العامره والتي بلغ عددها خلال اربع ساعات فقط السته وعشرون (26) مجلسا وكل مضيف لنا منهم لا يزال لسانه يلهج بكلمات الترحيب والامتنان لتلبيتنا لدعوته وانا اجزم وعلى يقين قاطع انه ليس في ذلك تصنعا ولا رياء فما رأيت وبلا شك انه نابع من قلوب صافيه جبلت على هذه الصفه بشكلٍ طبيعي وهذا هو سر تميز اهالي جبه وما اوصلوه افراد هذه القبيله الرماليه للعالم ماهو الا معلم من معالم الحضاره يستحق الوقوف عليه والتمعن فيه فكم هي جميله هذه المدينه بأهلها وطبيعتهم الحاتميه التي تأسر الالباب .
وما هذا المقال الا غيضٌ من فيض يصور لكم افعال بني عمومتي و التي يفتخر بها كل رمالي في هذه الجبة العامره بكرم اهلها .
اخوكم عقيد ركن بحري / نايل بن نايف الهجهوج الرمالي
2