من السارق ؟
قبل ما يقارب الخمسة عشر سنة و أكثر .
كانت الحياة جميلة بكل ما فيها من متاعب و ألآم .
لتجد أن الأطفال يستمتعون بكل ما في اليوم من دقائق ولحظات .
فهم ينامون باكراً ليصحوا باكراً
من أجل أن يلهوا بما يجدونه من أدوات و ألعاب بسيطة .
قد تكون في بعض الأحيان من بقايا أدوات صنعوا منها أجمل الالعاب .
لتجد فيهم البراءة و الطفولة التي أحببناهم فيها و أحببناها فيهم .
و أعلى طموحاتهم هي أبسط طموحات هذا الجيل ممن كانوا في أعمارهم .
و مع هذا تجد لهم حضور في مجالس الرجال و مشاركتهم و الإستمتاع بما يسمعون و ما يقومون به .
و لتجد شباب و شابات ذاك الجيل منتجون و يعتمد عليهم .
و تلاحظ أن غالبيتهم دخلوا الحياة الزوجية قبل أن يبلغوا سن العشرين .
و كذلك النساء يعشن الحياة بكل معاني الجوار و التزاور .
فالمرأة في البيت منهمكة في ما يرضي رب البيت و ما يسد هذا الوقت من أعمال .
لأن المجتمع يقدس المرأة الكادحة .
و ينبذ المرأة المستسلمة للراحة .
و لتجد كبار السن متواصلون في ما بينهم و لهم إجتماعاتهم و تستمتع بمجالستهم .
لما يقومون بروايته لك من قصص و قصائد تشحذ الهمم و تدفع بالنفس لنيل أعلى الرتب .
و تجد في مجالسهم الحكمة و الوقار و التقدير المتبادل و الكرم و السخاء .
كذلك هم أفراد العائلة الواحدة تجدهم مجتمعين رغم قلة سبل التواصل الإلكتروني في مابينهم .
لتجد الأب يشارك أبناءه أفراحهم وأحزانهم و يربيهم على أن يكونوا مسؤولين .
و الأم تتابع تربية إبنتها من أجل تجهيزها لتكون إمرأة مسؤولة في بيت زوجها .
و الجار مرتبط بجاره .
فتجده يتفقد حاله و يسأل عنه في المسجد إذا غاب و يحرص على مساعدته .
و أما اليوم حينما تسأل أحد كبار السن عن الوضع السابق تجد دموعه تسابق كلماته ليتحدث بحرقة و ألم ليصف لك حالهم رغم قسوتها و شح مصادرها.
بأنهم كانوا يعيشون حياة جميلة و هادئة و قلوبهم مترابطه .
لتسأل و تتساءل ماهو السبب في هذا الإختلاف بين الوقت الحالي و الوقت السابق .؟
لتجد أن هذا الإختلاف يرمى منه الجزء الأكبر على التكنولوجيا مثل التلفاز و الجوال و الألعاب و غيرها .
مع أنها سلاح ذو حدين .
إلا أننا لا نستطيع العيش من دونها .
و لتجد الإجابة على الأسئلة ~●
●من سرق البراءة و الطفولة من الأطفال .؟
●من سرق تربية أبناءك و هم أمامك.؟
●من سرق ضحكة و مزاح و مشاركة الأب لأبناءه .؟
●من سرق طاقة والدتك أو زوجتك عن العمل في البيت.؟
●من سرق تحمل أختك أو بنتك للمسؤولية.؟
●من سرق حق الجار و ضيع حسن الجوار .؟
☆للتأكد أن هنالك شخص في البيت.
لا تستطيع منعه من الدخول .
و لكنه يسرق منك أجمل اللحظات و أعظم الأوقات .
فهل نستسلم له.؟
أم نعمل جاهدين على تنظيم و جدولة الوقت .
و نتأكد أننا حينما نسلم له الجمل بما حمل .
أنه لا يحق لنا أن نعتب على أحد في ضياع أبنائنا و إهدار الوقت .
كتبه :
ناصر بن خميس الثويني
8/7/1436
2
كل على حسب تخصصه و معرفته .
شاكر و مقدر لقائد هذا الصرح .
و الشكر موصول للقراء الإعزاء .
و كذلك للأستاذ / عبدالسلام نماش الشمري
على دعمه و تشجيعه و متابعته .