نعم من اجلها تركت كل شي ، لم تتوظف ولم تتزوج ، تفرغت لها لتنال ماتحت قدميها ، تركت محضنها التي أحبته ونهلت من علمه الوفير ، أرادت ماتحت الأقدام فأبى الله الا ان يرفعها ، كانت صاحبة ابتسامة دائمة كما يذكر عنها ، لم تذكر احداً بسؤ ، ختمت اجًل كلام ، فكان رفيقها أنا الليل وأطراف النهار ، نالت في الدنيا شرف الدراسة ، ورحلت الى الآخرة بشرف الشهادة نحسبها كذلك والله حسيبها،
شريفة بنت سعد الموسى
نعم هي تلك الفتاة التي لم تتجاوز السابعة والعشرون من عمرها ، كانت بارةً بأمها لدرجة انها لم تتزوج ولم تعمل بوظيفة كلٌ ذلك من أجل أمها المريضة ، لقد ختمت كلام ربها وحفظته عن ظهر قلب في وقت مبكر ، لاتكل ولاتمل فعلى سعة منزلهم وكثرة أعماله إلا انها كانت تعمل الساعات الطوال ومع هذا لم تٌرى إلا مبتسمة ، لم تشكوا يوما او تتضجر ، كانت تستقبل الضيوف وتكرمهم ، كانت تذاكر لها وتعمل لهذا، لاتحب مجالس السؤ ، ولاتختلط كثيرا بالناس ، كانت عفيفة اللسان سليمة القلب ، كانت مثابرة وصبورة فقد أنهت دراستها الثانوية ثم الجامعية مع مرتبة الشرف ، كانت شغوفة بطلب العلم وحب القرآن ، كانت تذهب يوميا لدار زينب فترتل كلام ربها حتى اقعد المرض والدتها فتركت الدار للتفرغ لها والعمل على خدمتها،،،
نعم انها الفتاة التي رحلت ولم تترك لنا إلا سيرتها العطرة ، وفي رحيلها عبرة وتذكرة ، تذكرة للقلوب الغافلة وعبرة لمآلها وحسن خاتمتها ، فلقد ماتت ميتتة الشهداء واسأل الله ان يحشرها في زمرتهم فقد قال صلى الله عليه وسلم ( الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله ، المطعون شهيد والغريق شهيد ، وصاحب ذات الجنب شهيد ، والمبطون شهيد ، والحرق شهيد ، والذي يموت تحت الهدم شهيد ، والمرأة تموت )
نعم لقد ماتت شريفة في حادث سير ولم تتمكن من الخروج فماتت محترقة لتصعد روحها لمنازل الشهداء والصالحين ،
فرحمها الله وغفر لها ولأخيها ، والهم أهلها الصبر والسلوان
كتبه
مبارك بن عقلا الرمالي
2