إنا لله و إنا إليه راجعون
إنه و في يوم الثلاثاء
الموافق 1435 / 9 / 12 هجري
إنتقلت إلى رحمة الله
العمة / هلالة مفضي فهيد (رحمها الله )
عن عمر يناهز الواحد و الثمانون عاماً .
و العمة هلالة من مواليد مدينة جبة
عام 1354 هجري
و تعتبر المعلمة الأولى في جبة من النساء و أبنة المعلم الأول من الرجال الشيخ / مفضي ( رحمه الله )
فلقد كان لي لقاء بالعمة هلالة في منزلها في مدينة جبة لتوثيق بعض المعلومات عنها .
و تفاجأت بفصاحة لسانها و غزارة معلوماتها و أسلوبها في الحديث .
و إنني أحسبها و الله حسيبها من أهل الطاعة و العبادة . فلقد كانت رحمها الله من الحافظين للقرآن الكريم .
و كانت تقوم على ختمه في الشهر ثلاث مرات .
و بعد أن تجاوزت الخامسة و السبعين .
أصبحت تقوم على ختم القرآن الكريم مرة واحدة في الشهر .
لكبر سنها و نظير المرض الذي ألم بها .
و لقد قامت العمة : هلالة بالتدريس مع والدها لمدة سنتان عند الشيخ / فرحان بن جبل العنزي . عندما كان عمرها خمس سنوات .و قد كانت تقوم بتدريس الأطفال تحت سن الثامنة لجزء عم .
ثم أنتقلت مع والدها إلى الأردن بعد طلب الأمير : سلطان الطيار العنزي .
لهم ليقوموا بتدريس جماعته .
و قامت بتدريس البنات الصغار .
و من البنات التي قامت على تدريسهن / نوف بنت الأمير سلطان الطيار.
التي تزوجها الأمير : محمد السديري .
و مكثوا عند الطيار ثلاث سنوات .
و بعدها طلب الأمير / هتاش بن الخلف بن رمال .
العم : مفضي ( رحمه الله )
أن يأتي لتدريس أبناءهم . على جو مغيرى
و لقد إستقبلهم إستقبالا حافلاً .
و نصبوا لهم خيمتان للتدريس .
و كانت العمة / هلالة تدرس الأطفال تحت سن الثانية عشر .
و كان عمرها أنذاك عشر سنوات .
و مكثوا خمس سنوات .
و بعدها جاءت فكرة إفتتاح مدرسة في مدينة جبة .
فطلب الشيخ / مفضي الأذن من / هتاش بن رمال .
ثم باع مفضي أبله و حلاله .
و أخذ أبناءه إلى : محمد بن سلمان بن قعيد . و هو من سكان الجوف .
ثم رحل إلى مدينة جبة .
و درس فيها سنتان .
طالب بعدها بإفتتاح مدرسة عن طريق خط كتبه قاضي الجبلين الشيخ : حمود بن حسين الشغدلي (رحمه الله)
و بعد موافقة جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه .
عاد و أحضر أبناءه .
و كان عمر العمة هلالة وقتها سبعة عشر عاماً .
و قاموا بالتدريس في منزل الأمير /عتيق بن نايف هو و إبنته و الشيخ / راشد الثويني .
لمدة أربع سنوات .
إلى سن الواحدة و العشرين .
حتى لحظة وصول المدرسين الذين طلبهم و الدها .
و جلست في البيت لمدة سنتان حتى تزوجت و سافرت إلى المنطقة الشرقية حيث أن زوجها كان يعمل في شركة الزيت (أرامكوا ).
و العمة هلالة لم تدخل مدرسة .
فلقد كان تعليمها على يد والدها رحمهم الله جميعاً .
و اليوم تنعي مدينة جبة روح المعلمة الاولى .
و شمسها المضيئة على مدار سنوات من العطاء و الوفاء و الكفاح .
رحم الله العمة هلالة و غفر لها و لوالديها و أسكنها فسيح جناته .
كما أتمنى تسمية أحد مدارس البنات بإسم هلالة المفضي تقدير و وفاء وعرفان لهذه الرمز رحمها الله.
ناصر بن خميس الثويني
1435 / 9 / 13 هجري