وصف للتعاون بين اهالي #جبه القدامى لأكرام الضيوف

من المعروف ان موقع جبة على ملتقى طرق القوافل من جميع الجهات ومرور تلك القوافل وحركت تنقل الباديه شبه اجباري لقلة مصادر المياه القريبة منها.

جبة وسط منطقة شاسعة يأمها الكثير من القبائل الكبيرة الهامه وهي معبرا للهجرات من داخل المملكة الى الشمال والعكس.

بسبب هذه الموجات والظروف اكتسبت جبة اهمية وسمعة واسعة الانتشار جعلت من اهلها يتفاعلون مع هذا الحراك ويصممون بتكاتف على اظهار هذا البلد الكريم بالمظهر الائق رغم المعانات القاسية التي يمرون بها لقلة الموارد التي تنحصر على ماتنتجه هذه القرية من خلال الزراعة التي تعتمد على الآبار والامطار والابل للسني لسقاية المزارع ويعتمدون على المراعي لمواشيهم كمصدر للرزق .

كان البعض يمتهن صيد الغزلان والوعول التي كانت تتواجد انذاك كانت تتواجد بكثرة في المناطق الجبلية والسهول متلافية الحيوانات المفترسه، كانت قطعان الصيد تأتي من افريقيا قبل فتح قناة السويس وماتكاثر منها هنا قضي عليه بالصيد الجائر بعد وجود السيارات والتقنيات الحديثه.

كانت الارض كريمة واهلها اللذين اعتبروا الكرم جزء اساسي من حياتهم لان ضيوفهم تأتيهم من كل حدبٍ وصوب لهذا ذكروا بأشعار وقصص تليق بهم وببلادهم من مختلف الوفود والرحالة والأدبأ والشعار وقد دخلت جبة التاريخ من اوسع ابوابه، وقد تشرفت بأمرأ وشيوخ عشائر مهمة ومستشرقين وحركت اهم القبائل.

بالاضافة الى تعاونهم الوطيد باكرام الضيوف لقبوا بـ " مزهبة الرواي " والروات اللي يجلبون الماء من القرية الى مواشيهم واهلهم في البر اهل جبة القداما كانوا ملتزمين
بالقول المأثور (الكرم محبه، والبخل مبغضه)
وقول الشاعر
( لابتي تجود بحاله وماله -- باللوازم يذبحون المعيدي)

أهالي جبة من نسيج قبيلتهم شمر المشهورة بالكرم ولا يتميزون عليها بشئ الا بالتصميم على تكريس جهودهم بهذا الاتجاه كمبدأ و بسبب موقع بلادهم التي اعطتهم هذه الميزة المشرفه بحكم موقعها في وسط اهم مناطق البادية من جميع الاجناس.

من ملامح التعاون المتعدد اذكر ملمح واحد وهو في حالة تشرفها بضيوف وحسب ماتقضيه التقاليد يجب ان تمر الضيوف باكبر عدد من المجالس وبعض اصحاب المجالس لايجدون "قدوع" وهو التمر اللي يقدم مع القهوه يقومون من لديهم تمر ويرسل قبل وصول الضيوف الى المجالس بدون ان يشعروا الضيوف ويقوم صاحب المجلس بتغيير الصحون والتقديم وهكذا يعملون الآخرين حفاظا على سمعتهم ووجه جبة المشرف
اذاكانوا تلك الضيوف منوخين عند بيت لايملك مايقدمه فان الجيران يقومون بالواجب لستر وجه المعزب لان الكل معزب.

على هذا السياق من المفروض ذكر أسمأ وعوائل لهم ادوار مميزة وكبيره ولكنني لم استطع لانني انظر الى جبة كبيت واحد والذين برزواهم جزء من الكل والكل حفظ لهم مكانتهم .

وللامانة فان هناك رجالا وعوائل اسهموا اسهامات واضافوا اضافات كبيرة جدا في تاريخ شمر بشكل واضح وفعال في الكرم والشجاعة ومكارم الاخلاق والصفات الحميدة التي تشرف تاريخ جبة وحائل ومحيطها.

ان كل جيل يأتي يضيف مايستطيع من قيم واخلاق ومآثر وتماسك ومواصلة لنهج ماقبله لان الذين غرسوا البذرة الاولى غرسوها بنية صادقة وطاهره وهانحن نقطف ثمارهذه الشجره لان الارض ومن عليها لديهم خصوبة العطاء على اسس ستبقى باذن الله الى الابد.

كتبه من قال:

جبة هواها يشفي النفس وغذاه
ريحة ترابه مثل ريح االزبادي
من مرها لويوم ماعاد ينساه
يحن له لوكان قلبه جمادي

سعيد محمد السالم