(الزواج في قرية جبه ماقبل البترول تحت ظروف معيشيه في غاية الصعوبه)
كان الزواج انذاك يخضع لضوابط وخطوات وتقاليد تنظم مفاصل هذا العقد المقدس بأساليب يغلب عليها الاحترام والألتزام
يقوم الزوج وأهله بالتقدم لطلب يد العروس من والدها وتتم الموافقه أحياناً بسهوله واحياناً تتعرض لكثير من التعقيدات والاعتراضات في حالة التعقيدات تبدأ الوجاهات والجهود من جهات مختلفه الى ان تتم الموافقه
وإذا تمت الموافقه يعقد القران بواسطة الأمام بحضور ابو العروس والعريس وابوه وأخوانهم ويتم تحديد المهر والشروط وتقرأ الفاتحه دون توثيق على ورق ويتم ببساطه متناهيه دون ترتيب وفي أي مكان وتكتنفه السريه الى قراءة الفاتحه بعد ذلك تقوم عائلة العريس بالتجهيز وعندما يكتمل يدفع المهر وشنطة العروس التي تحوي ملابسها وصوغها المتواضع والمتعارف عليه مع القطيفه المهر عادة يكون اثنين من الابل او واحده مالم يكن هناك شروط.ويقدم للأم حقها المتعارف عليه من مستلزمات
تتحدد ليلة الزواج وتبدأ الجيران وخاصة النساء بالتعرف على إحتياجات العروس بما يضمن لها بياض الوجه أمام أهلها الجدد ويقمن النسوه بإحضار النواقص إما هبه او للأستعمال المؤقت أمام الناس. وهذه النسوه عادة الاقارب والجيران
في ليلة العرس يجتمعن النسوة من جميع أنحاء القريه ويحملن أغراض العروس على رؤوسهن وكذالك المشاوة وهي صينيه كبيره مليئه بالطعام تقلها إحدا أقوى البنات الى بيت العريس وتتحرك الزفه بشكل جماعي على الأقدام وتلك جمع كبير كل أمرأه تنقل حاجه من اثاث او شنطه او ملابس الخ..
يكون بإستقبال هذه الزفه والد العريس او العريس ويرحب بهذا الجمع بأفضل مالديه من كلمات الترحاب والمألوف يقول"حيّ الله بنت فلان ومن معها ،"الظلماء وراك والقمرأ أمامك"
يقمن النساء بإنزال ماعلى روؤسهن من أغراض وبعدها تبداء المراسيم بإحتفال بسيط بالرقص بشعورهن والنساء الكبار ينشدن الاغاني
المشاوة تنزل بالمجلس عند الرجال لمن اراد ان يأكل .ومن ثم تبدأ حفلة الرجال بالتجمع بأعداد كبيره يشربون القهوه العربيه وتبدأ العرضه والأفراح في جو مفعم بالوناسه والسعادة أساسه المحبة والتراحم والأخوة والتكاتف
في صباح العرس تقوم أم العريس او من ينوب عنها بطبخ الصبحه وتقدم بالمجلس للجيران عادة الجيران والضيوف يأتون بدون دعوه لأن الأمر متعارف عليه
بعد إسبوع من الزفاف يقومون أهل العريس بما يسمى (النزله) وذلك بذبح ناقة او ماينوب عنها أما أهالي القريه كلها يقومون بما يسمى "القوده"عباره عن صحن طعام من كل بيت وكل القريه تعتبر معزومه تبدأ من صلاة العصر الى صلاة المغرب على دفعات مرتبه .إحضار الأكل يكون متزامناً مع كل دفعة من المدعوين أي شمالي القريه او جنوبها او شرقها او غربها بعد إنتهاء هذه الحفله الكبيرة يسدل الستار على هذا الزواج السعيد وبعد ان تلقى دعوات الناس بالسعاده
كتبت هذا الوصف بلغه بسيطه جداً كبساطة ذلك الزمن والحياة وخلوها من التعقيد وقد تعمدت ان لا ألمع مقالي بمفردات وعبارات حديثه لأن ذلك لايتناسب مع الموضوع
بذلك الوقت أي فرح يلمس مشاعر الناس بشكل مباشر وتراه على وجوههم والسبب ان كل شخص يعتبر نفسه هو المعني بهذا الفرح .كنانشعر بالسعاده التى كان لها طابع غير طابع السعاده.بهذا الوقت مع فارق الامكانات .استطيع القول بأننا كنا نعيش في بيت واحد لابيوت متفرقه ولايوجد فوارق ولانعرف فخذ الفلان الكل فخذ واحد وعشيره واحده
الحمدلله إنعكست هذه الارضيه والمفاهيم والتقاليد والعادات إنعكست على ترابط شبابنا من الجنسين رغم تيار المدينه الذي لا احد له قبل به لأن تيار جارف .الكل يفتخر بإنتمائه لهذا البلد وهؤلاء الناس كانت تلك الحياة مدرسه مفاهيم راقيه أثرت على عقولنا وتطلعاتنا وأعطتنا القوة على الصمود والمنافسه على التقدم في كل نواحي الحياة وقد برز الكثير من الرجال والنساء من أهالي جبه
للأمانه إن الباديه المحيطين بجبه سوى أكانوا من جبه او من غيرها كانو يتفاعلون في كل أمور القريه ويشاركون معنوياً والبعض بما يستطيعون تقديمه من معونات او حضور
كتبه من قال :
سلامي لاهل جبه عموم بلا نبي
ربعٍ بنوا مجد وللمجد منسوبه
سعيد محمد السالم
2