التفكير السلبي
قال عليه الصلاة والسلام (( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) هذا الحديث دليل على مسؤولية الأبوين المباشرة عن توجهات وسلوكيات الطفل مع أنه كان عند العرب ينفصل الصبية عن والديهم في مرحلة مبكرة من العمر لتعلم الفصاحة أو طلبا للكسب , ومع هذا نسب الحديث توجهات المرء إلى أبويه وهذا فيه معجزة حيث أثبت العلم المعاصر أن الطفل يكتسب كل صفاته وسلوكياته في الفترة العمرية التي تسبق حتى دخوله للمدرسة .
إن ما لدينا من سلوكيات خاطئة وعقد نفسية هي نتيجة للتربية الخاطئة من الأبوين تحديدا وهذا واضح في تصرفاتنا التي ترسخت على مر الزمن الأمر الذي لم تفلح معه مقاعد الدراسة ولا حتى الخطب المنبرية إلا ما ندر جدا......وبالتالي مشكلتنا تربوية بالمقام الأول.
من هذه السلوكيات الطاغية والتي لها دور أساسي في تخلفنا وبعثرت جهودنا صفة ( التفكير السلبي ) وهو أن تفكر في الآخرين وتنشغل عن نفسك أو بمعنى أخر أن تركز جهودك على محاربة الآخرين وجعلهم يخفقون بينما لا تبذل أي جهد يذكر في رفعت نفسك سواء فكريا أو ماديا ...وهو وجه من أوجه الحسد الممقوت..... ولو إن نفس الجهد المبذول لإفشال الآخرين صوب نحو الرقي بالشأن الشخصي للإنسان لكفى .ولذلك نرى من أهم سمات المجتمع الغربي الناجح أن كل مشغول بحاله بينما نحن نتميز عنهم بتركيزنا على غير ذواتنا حتى يُخيل إليك أن الواحد منا موكل بإحصاء سكنات وتحركات الآخرين بدلا من أن ينكفئ على نفسه ويهتم بها....ولهذا أصبح من الضروري مراجعة أساليب التربية لدينا. وحتى تتضح الصورة أكثر نورد هذه القصة :
( قام مدرب في أحدى الدورات التدريبية بتوزيع بالونات على كل متدرب .
طلب المدرب نفخ البالونات وربطها... وبالفعل قام كل شخص بنفخ وربط البالونة ثم جمع المدرب الجميع في ساحة مدورة ومحدودة وقال لدي مجموعة من الجوائز وسأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط , وبعد دقيقة سيأخذ كل شخص مازال محتفظ ببالونته جائزة . بدأ احتساب الوقت وهجم الجميع على بعضهم البعض كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى انتهى الوقت..... فقط شخص واحد مازال محتفظ ببالونته .
وقف المدرب بينهم مستغربا وقال : لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر ولو أن كل شخص وقف بدون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع . كل منا يفكر بالنجاح على حساب الآخرين , بإمكان الجميع النجاح ولكن للأسف دائما نتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي نحقق النجاح !. ) انتهت القصة....
للأسف هذه حالنا مع أن خزائن الله ملأ والنجاح يسع الجميع.... ولكن المأمول أن يتنبه الجيل الحالي إلى هذه الثغرة
مع خالص الود
خاص لأخبارية جبة
م/ مليح المعارك
2
و أضيف حسب وجهة نظري أن المجتمع و التعليم مشاركاً أساسياً في التربية الحالية
ولكن مما زاد روعة هذا المقال ذكر القصة التي وضحت المعنى و المطلوب حتى لا يضل أحد الطريق
لك ودي و تقديري أخي مليح