الجسد المريض
كان صحيحا قويا معافى ينبض بالحيوية والنشاط ....يملك العزيمة الصلبة والقوة التي لا تلين .... حتى أنه من قوته المفرطة كان يصرع السبعة من الرجال بمفرده ..... هكذا كان وهكذا يفترض أن يكون .... ولكن دارت الأيام ودب المرض إلى هذا الجسد الصحيح فخارت قواه وبات هزيلا ضعيفا مستكينا لا يكاد يقف على قدميه ...... فلقد رأيناه يأتي في حفل أقرباه وأبناء عمومته متثاقلا متأخرا على غير ما عهدنا عنه !!... فوقف موقفا لا يليق به ولا يتناسب مع سالف مجده التليد حينما كان له ثقله ووزنه وكلمته التي يفرضها حتى على الأقوياء .
هذا المرض الذي ألم به لم يكن ميكروبا خارجيا وإنما أتى من خلايا ضمن جسده تسرطنة فأخذت تنهش بعضها البعض وتقتل نفسها بنفسها حتى نالت من عقله المدبر وقلبه النابض ورئتيه التي يتنفس بهما ..... أما خلاياه الأخرى فلا تملك إلا الحسرة على هذا الجسد الذي ينهار أمام ناظريها وهي تتفرج .....هذا الجسد الذي كان عزا لخلاياه الصحيح منها والسقيم .... ولكن ليس لها حيلة إلا أن تلهج بالدعاء على أمل أن يتعافى من هذا المرض وتنبت لديه خلايا جذعيه تعيد له حيويته ونشاطه وترجع به إلى سالف مجده وتضعه في مكانه الصحيح ...
وعلى هذا الأمل أيضا نلقاكم أحبتنا في موضوع آخر .
محبكم / مليح المعارك
إخبارية جبة
2